كيف تخطط لكل يوم مسبقا وتتجنب الفشل الذريع

سمعت السؤال القديم: كيف تأكل فيلا؟ والجواب هو: بالطبع: في كل فترة قطعة.  كيف تنجز أكبر و اصعب عمل ؟ بالطريقة نفسها: تقسمها إلى نشاطات خاصة خطــوة بخطوة ثم تبدأ بأولها.

إن ذهنك وقدرتك على التفكير والتخطيط وإبداء القرار من أهم الوسائل للتغلب على المماطلة وزيادة الانتاج. كما أن قدرتك على ترتيب أهدافك وخططك والبدء بتنفيذها هي التي تحدد منهاج حياتك. وكل عمل ذهني وتخطيطي يحفز قوتك المقلية, ويـثيـر إبداعك ويزيد من طافاتك العقلية والجسدية.
وعلى النقيض من ذلك كمـا كتب الكس ماكيـزي: “العـمل من دون تخطيط هو سبب كل فشل” إن قدرتك على التخطيط بشكل جيد. هو مقياس منافستك الكلية . وكلما كـانت خطتك أفضل سهل عليك التغلب على الممـاطلة والبدء بالعمل وبعدها الاستمرار. وأحد أهم أهدافك في العمل هو الحصول على أعلى عائد ممكن لاستثمار طاقتك العقلية. والعاطفية, والجسدية. والاخبار السارة هي أن كل دقيقة تمضيها بالتخطيط توفر عليك عشر دقائق عند التنفيذ . وتأخذ منك فقط حوالي عشـــر دقائق تخطط فيها ليومك غير أن هذا الاستثمار القليل للوقت سيوفر عليك على الأقل ساعتين  من الوقت الضائع ويحفظ جهودك خلال النهار.
وعندما تضع بعين الاعتبـار أن التخطيط المفيد يمكن أن يزيد من إنتاجك وإنجازك سـتدهش بان القليل من الناس يطبـقـه في كل يوم على حدة. مع أن التخطيط هو عمل بسيط  في الحقيقة.
وكل مـا تحتاج إليه هـو قطعـة من الورق وقلم وحـبـر. إن أفضل طيار محنك أو مبرمج كومبيوتر, أو مخطط وقت يعتمد على نفس المبدأ بأن تجلس وتنظم قائمة لكل شيء تود فعله قبل أن تبدأ.
اعمل دائما من خلال قائمة وعندما يطرأ شيء ما أضفه إلى القائمة قبل الشروع بالعمل. ويمكن أن تزيد من إنتاجك ومحصولك بنسـبــة 70 % وأكثر, منذ أول يوم تبــدأ بالعمل بشكل دائم حسب القائمة
جهز قائمتك في مساء اليوم الفائت بعد الانتهاء من أعمالك وقم بنقل كل شيء لم تنهه بقائمتك لليوم التالي: وبعدها أضف كل شيء تود القيام به في اليـوم الذي يليه.
 وحينما تجهز قائمتك في الليلة السابقة فإن عقلك الباطن سيعمل وفقأ لقائمتك طوال الليل وأنت مستغـرق في النوم, وفـي بعض الأحيان ستســتيقظ بأفكار ورؤى رائعــة يمكن أن تستخدمها في إنجاز عملك بشكل أسرع وأفضل من تفكيرك الأولي. وكلما احتجت لوقت أطول في كتابة كل شيء تود فعله مسبقأ كان إنجازك أكثر تأثيرأ وأكثر فعالية 

تحتاج إلى قوائم مختلفة لاغراض مختلفة:

أولا : يجب أن تخترع قائمة أساسية تكتب فيها كل شيء تفكر بفعله يوم, ما في المستقبل. وهو المكان الذي تقبض به على كل فكرة تطرأ على بالك. وكل واجب جديد أو مسؤولية جديدة تعتـرضك. ويمكن أن تفرز البنود فيما بعد
ثانيـا: يجب أن تنجـــز قائمـة شهرية في نهاية كل شهـر من أجل الشهـر الذي يليـه, وتحتوي على مـشــروعــات تتفرع عن القائمة الرئيســة.
ثالثا: يجب أن يكون لديك قائمـة أسبوعية تخطط فيها لكل أسبوع مسـبقأ. وهذه القائمة ستكون بين يديك خلال الاسبوع الحالي. إن مبدأ نظام تخطيط الوقت سيفيدك كثيرآ. وبتجربة الكثير من الناس بأن عادة إعطاء ساعتين من الوقت نهاية كل أسبوع للتخطيط للاسـبوع القادم زاد من إنتاجهم بشكل تلقائي وغير مجرى حياتهم تمامأ  وسينجح معك هذا الأسلوب أيضآ.
آخــيــرا: عليك أن تنقل بعض الفــقــرات مـن قــوائمك الشهرية والاسبوعية إلى قائمتك اليومية وهي النشاطات المحددة التي عليك إنجازها في اليوم التالي. وفي أثناء عملك طوال النهــار ضع عــالمـة عن الفقرات التي أنهيتها في قائمتك. وهذا النشاط يمدك بصورة مرئية عن إنجازك ويولد لديك شعور, بالنجاح والتقدم.
ومن خلال اطلاعك على تقدمك الشخصي من خلال قائمتك سيزداد تحفزك وطاقتك. وسيرتفع تقديرك واحترامك لذاتك. فإن رؤية تقدمك سيدفعك إلى الامام ويساعدك على التغلب على المماطلة وباستمرار

وعندما يكون لديك مشروع ما مهما كان نوعه ابدأ بإعداد قائمة بكل خطوة سـتخطوها لاتمامـه على أكمل وجـه من البداية وحتى النهاية. ونظم مهام المشروع حسب الأولوية والتتابع . وضعها أمامك على ورقة أو على جهاز الكمبيوتر بشكل يمكنك من رؤيتها بعدها ابدأ العمل بكل مـهمـة على حـدة وخلال وقتها المحدد وسـتدهش لوفـرة إنتاجلك بهذه الطريقة.
عندما تعمل من خلال قوائمك ستشعر بفاعلية وقوة أكثر فأكثر وستـشـعـر بسيطرة أكبر على حياتك وتدفع بشكل طبيعي لأداء الأكثر وستفكر بشكل أفضل وأكثر إبداع. وسـتـحصل على رؤى داخلية أفضل تمكنك من أداء عملك بشكل أسرع.
وطالما تعمل بثبات من خلال قوائمك سيتطور إحساسك بالتطور الايجــابي الذي سـيـمكنك من التغلب على الممـاطلة. وهذا الشـعـور بالتقدم سيعطيك طاقة أكثر وسيستمر بالعمل طوال النهار.
ومن أهم التأثير الشخصي هو قاعدة 10/90 وتـقــول هذه القاعدة بأن 10% مـن أول الوقت الذي تمضــيـه وأنت تخطط وتنظم عملك. قـبل أن تبــدأ به سـوف يوفر عليك علـى الأغلب 90% من الوقت الذي سـتـمـضـيـه حال البدء بالعمل. وعليك أن تجرب هذه القاعدة مرة لتثبت لنفسك ذلك.
عندما تخطط لكل يوم مسبقأ ستجد أنه من الأسهل الاستمرار بالعمل أكثر فأكثر سيجري العمل بشكل أسرع وأدق عن ذي قبل وسـتشـعـر أنك أكثر قوة وقدرة على التنافس, وبالنتيجـة ستصبح شخصأ لا يتعثر بأي عمل.
الخلاصة: 
ابدأ من اليـوم بالتخطيط لكل يوم, ولكل أسبوع ولكل شهـر مقدما. خذ دفتر ملاحظات أو مجموعة مـن الورق واكتب قائمة بكل مـا تود فعله في الاربع والعشرين ساعة القادمة. وأضف إلى قائمتك كل الفقرات الجديدة التي تطرأ عليها واكتب قائمـة بكل مشاريعك والاعمال الكبـيـرت المتـعـددة المهـمـة بالنسـبــة إلى مستقبلك.

اكتب كلا من أهدافك الرئيسة  ومشاريعك ومهامك حسب الاولوية والاكثر أهمية وبالتتابع مـا الذي أود فعله أولا ومـا سيليـه ثانـيـا وهكذا . وابدأ في النهاية في عقلك واعمل بشكل مرجعي. فكر على الورق! واعمل دوما من خلال قـائـمـة. وسـتـدهش كيف أصبحت أكثر إنتاجا وأكثر سهولة لك وأنت تحطم كل مايقف أمامك.

كتاب ابدأ بالأهم ولو كان صعباً (التهم هذا الضفدع) – تأليف برايان تريسي.